ابو ساري الخميس أغسطس 26, 2010 4:06 am
حميراء كتب:وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
ماذا تقصد وينظر اشام من خطاء فى الكتبة ام معناة شمالة
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه تَرْجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تِلقَاءَ وجهه، فاتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)) [متفق عليه].
((ما منكم من أحدٍ)) أحد نكرة في سياق النفي ودخلت عليها (من) للتأكيد، لتأكيد هذا العموم ((إلا سيكلمه ربه)) ما منكم الخطاب لمن؟ لكل من يتأتى منه المخاطبة من المسلمين، ومن أهل العلم من يقول: من المخلوقين، من المسلمين وغيرهم؛ لكن الخطاب لا شك أنه للمسلمين، ((ما منكم من أحدٍ)) لمن ينتفع بالخطاب ((إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان)) يناقش الناس، يناقش الخلائق كلهم، منذ أول مخلوق إلى آخر مخلوق، يعني إذا كنت في مدرسة فيها ثلاثمائة طالب هل يتولى الامتحان شخص واحد أو لجان؟ لجان الامتحانات؛ لكن تصور الخلائق، تصور الخلائق منذ بدء الخليقة من آدم إلى قيام الساعة، كل واحد بنفسه يكلمَّ ويناقش! قدرة مذهلة؛ لكن الذي يخلق العباد ويرزق هؤلاء العباد بكلمة من غير أدنى لغوب ولا مشقة يناقشهم بدون مشقة، وبدون واسطة، وإلا المناقشة لو كل واحد، تشوفون أنتم المقابلات الشخصية تجد المقابلة فيها خمسة طلاب تحتاج إلى يوم يومين ثلاثة، مقابلات شخصية وأسئلة ومناقشات، عن ثلاثة أسئلة أربعة خمسة لكن يناقش في جميع ما فعله طيلة حياته، فعلت كذا، فعلت يوم كذا، في يوم كذا فعلت كذا، صنعت كذا، الناس كلهم القدرة الإلهية فوق ما يتخيله الإنسان، فالذي يرزق الناس في ساعة يناقشهم في ساعة، إيش المانع؟ ((ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان)) ترجمان: هو الذي يبلغ من لغة إلى لغة، ينقل الكلام من لغة إلى لغة، وقد يطلق على من يوصل الكلام ولو بنفس اللغة، ولذا يقول نصر بن عمران أبو جمرة، نصر بن عمران الضبعي كنت أترجم بين يدي ابن عباس، ابن عباس بالعربية ويكلم عرب، إيش معنى يترجم؟ يعني ينقل كلامه لمن بعد عنه، هذا ترجمان، فما يحتاج الله -جل وعلا- ليس بحاجة إلى ترجمان ليبلغ الناس كلامه، كل واحد بمفرده يقرر على جميع فعله، منذ أن كلف إلى أن مات.
((فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم)) الآن جاء وقت الذروة، يعني قبل قدوم الامتحان بالشهر يبدأ الألم يعتصر القلوب، وكل يوم يزيد الألم، ويزيد الاستعداد، تبدأ الاختبارات والناس على أعصابهم، تنتهي الاختبارات تجي ساعة الصفر، يعني النتيجة، وأحلك الظروف إذا قيل: الآن تعلق النتائج، ما فيه إلا جوابك، ((ينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم)) ما في إلا الحسنات التي هو قدمها، ((وينظر أشأم منه ما ينظر فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار)) {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا** [(71) سورة مريم] الورود مقطوع به؛ لكن الصدر منها من ينجو منها {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا** [(72) سورة مريم] هل اتصفت بهذا الوصف المنجي؟ اتقيت الله -جل وعلا-؟ ((فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار)) اجعلوا بينكم وبين النار وقاية، قدموا ما تستطيعون في زمن المهلة، ((فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) وهذا فيه حث على الصدقة بأدنى شيء، ولو قل، لا تحتقر، لا تقول: هذا أعطيه الفقير يرده، إذا رده هذا الفقير أعطيه آخر، ((لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس شاة)) يعني ولو الكراك تتصدق به على جارتها ما يدريك، ((فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) فمن لم يجد ما عنده ما يتصدق به فبكلمة طيبة، كلمة طيبة استقبل بها أخاك، استقبل أخاك بكلمةٍ طيبة، بوجهٍ طلق، ببشر وسرور، أدخل على أخيك السرور، وواقع بعض طلاب العلم هدانا الله وإياهم الاستقبال عندهم فيه خلل، ولا شك أن هذا خلل في التحصيل العلمي قبل التصور، وإلا هذا أخوك ما تختلف معه في شيء، يعني هل تتصور أنك أنت وزميلك لا تجد زميلك تتطابق معه في وجهات النظر مائة في المائة مستحيل؟ الصحابة خيار الخلق بينهم خلاف، فإذا وجد خلاف بين المسلم وأخيه وطالب العلم على وجه الخصوص والعالم مع زميله يوجد نفرة وفرقة ويرضى الشيطان بمثل هذا التحريش، وينفخ مثل هذه الأمور فتتضاعف وتزيد، والأمة عموماً ليست بحاجة إلى مزيد من الفرقة والتناحر والتشاحن، هي بحاجة إلى الألفة والتآلف، والمقصود أن الناس بحاجة إلى تعارف وتآلف وتآخي، فمن لم يجد بكلمةٍ طيبة، والنصوص صحيحة صريحة في هذا، نعم يبقى أن المسلمين من فيه شر على المسلمين، وضرر محظ عليهم مثل هذا لا مانع أن يحذر منه بقدر الحاجة، أما بعض الأمور المبنية على الظنون والشكوك والأوهام هذه لا يرتب عليها نتائج، ---والله اعلم---